22 - 10 - 2025

حكايات فنية | وطنية صلاح منصور

حكايات فنية | وطنية صلاح منصور

في سيرة الفنان العظيم، الرائع، صلاح منصور، قصة مبهرة تنم عن وطنيته الصادقة، فقد وزع أنواع من الحلوى علي جيرانه والماره في الشارع الذي كان يسكنه، عند سماع خبر إستشهاد إبنه في حرب أكتوبر 1973 المجيدة، وعندما كرمه الرئيس الراحل أنور السادات، فإنه عانق الرئيس وبكي في حضنه وتبرع بمكافأة ومعاش إبنه الشهيد لتسليح الجيش المصري، ولم يتقاض قرش واحد من معاش إبنه حتي رحل عام 1979

التقى صلاح منصور بالرئيس أنور السادات، فى موقف آخر، حينما تعرض نجله الأصغر لوعكة صحية وكان بحاجة لإجراء جراحة عاجلة بالعاصمة البريطانية لندن، وسافر بالفعل على نفقة الدولة ولم يكن الفنان الكبير يملك شيئا من المال يعينه على مصابه، وحدث أنه بعد ثلاثة أشهر احتاج الى تجديد قرار العلاج أثناء مرافقته لإبنه المريض، وتصادف حينها قيام السادات بزيارة للعاصمة البريطانية، والتقى هناك الجالية المصرية فى السفارة في وجود منصور، وطلب منه الفنان الراحل، مد فترة علاج ابنه ووافق الرئيس الأسبق على الأمر شفهيا، لكن أصر الفنان الراحل على أن يكتب السادات القرار حتى يطمئن قلبه وهو ما نفذه السادات لكن ابنه توفى بعد إجراء العملية بأيام، ليلحق به بعده أيام قليلة ويتوفى فى القاهرة مستشفى العجوزة عام 1979

يذكر أن صلاح منصور نال بعضا من حقه من التكريم، وحصل على عدة جوائز خلال مسيرته الفنية، منها جائزة أحسن ممثل مصرى إذاعى عام 1954 فى مسابقة نظمتها إذاعة صوت العرب، وفى عام 1963 فاز بجائزة السينما عن دوره فى فيلم "لن أعترف" بالإضافة لجائزة أفضل دور ثانى فى فيلم "الشيطان الصغير"، كما حصل عام 1966 حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى خللال الاحتفالات بعيد الفن.

قدم الفنان الراحل أكثر من 80 عملا فنبا متنوعا خلال مسيرته الفنية فى المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون، لكن كانت أشهر أدوراه "العمدة الشيخ عتمان" فى فيلم الزوجة الثانية، مع سعاد حسنى وسناء جميل، ثم أدواره فى أفلام البوسطجى، غرام وانتقام، أدهم الشرقاوى، قنديل أم هاشم، اللص والكلاب، القضية 68، شفيقة القبطية، لن أعترف وغيرها.